حيث انتهي الموسم تقريبا والحصيلة متواضعة, وأسواق البيع خالية من الصنفين اللذين يمثلان وجبة أساسية لمواطني بورسعيد بدءا من أغسطس وحتي نهاية أكتوبر من كل عام وباتا حكرا علي موائد الأثرياء فقط بعدما تضاعفت أسعارهما.
الأهرام المسائي رصد أوضاع صيد السمان والسردين بشاطئ بورسعيد بدءا من نادي الصيد وحتي حدود المحافظة مع دمياط( حوالي25 كيلو مترا) وأسفرت الجولة عن اكتشاف تدني حصيلة لصيد النوعين, وحالة الحزن العميق التي سادت صفوف الصيادين والذين تحسروا علي أيام الرواج التي كانت تدر عليهم ما يكفيهم للصرف بقية العام.
ويتذكر الحاج إبراهيم رجب ـ تاجر أسماك من منطقة الجرابعة غرب شاطئ بورسعيد ـ أيام فيضان النيل والتي كانت أسراب السردين تفد لمياهها الحاملة للطمي النيلي بلونه البني المعروف والتي كانت تفوق السردين في الحجم والوزن علاوة علي اكسابه الطعم الجميل الذي لا مثيل له حتي في الأحجام الكبيرة من الأسماك المعروفة بالبحر المتوسط, ويقول إن موسم السردين كان متزامنا في نهايته بموسم صيد السمان عبر الشباك التي كان الصيادون ينصبونها بطول شاطئ بورسعيد وداخل بحيرة المنزلة ويقومون بجمع حصيلتها صباحا لبيعها بالأسواق حية ومذبوحة, وأضاف: كل شئ تغير للأسوأ. فشهور الفيضان والخريف اصبحت تمر بلا سردين ولا سمان وأحيانا بلا خريف أصلا فأجواء الصيف الملتهبة لا تغادر بورسعيد إلا في يناير.
وقال السيد الوالي( موظف): اسعار السردين والسمان بالأسواق فاقت كل تصور فمن كان يصدق أن كيلو السردين العادي والصغير الحجم سيباع بـ25 جنيها, وأن زوج السمان البلدي سيصل ثمنه إلي15 جنيها.
لقد عدنا لبورسعيد من محافظات التهجير في أغسطس1974 وكيلو السردين يباع في سوق السمك بخمسة قروش وبيع منذ10 سنوات بأربعة جنيهات فقط, فكيف يقفز سعره ليصل الآن إلي25 جنيها للكيلو.. ومن في محدودي الدخل يستطيع شراء كيلو واحد فقط لابنائه وأسرته.. ونفس الوضع بالنسبة للسمان وإن كان البديل من انتاج المزارع متاحا بنصف ثمن البلدي ولكن شتان الفارق بين الصنفين.
ويضيف علي شلبي المتخصص في شئون الصيد: ان انقطاع فيضان النيل قد أثر بالسلب علي كميات السردين القادمة لشواطئنا علاوة علي حالة التلوث البحري التي تجتاح شواطئ الجانب الشرقي للبحر المتوسط بدءا من مصر وانتهاء بسوريا وهي المسئولة حاليا عن موت كميات كبيرة من السردين القادم من جنوب أوروبا إلينا قبل وصولها لشواطئنا.
وبالنسبة للسمان فإن الحصيلة الأكبر دائما تأتي من نصيب الدول الواقعة غرب مصر نظرا لقربها من شواطئ جنوب أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق