الأحد، 23 أكتوبر 2011

كفر الشيخ تدير ظهرها للمزارع السمكية

مزرعة سمكية خاصة
 تراجع الإقبال علي المزارع السمكية المخالفة للقانون بكفر الشيخ ولجأ أصحاب تلك المزارع في ظل ارتفاع أسعار الحاصلات الزراعية الي تغيير نشاطهم وإعادة استزراع تلك الأراضي توفيرا للنفقات التي يتكبدونها جراء فرض غرامات مالية عليهم‏.‏
يقول السيد شحاته فرج ـ صاحب أرض زراعية في مشروع شباب الخريجين بمنطقة المنصور وقام بتحويلها منذ مدة الي مزرعة سمكية‏:‏ إن‏ 30 %‏ علي الأقل من الذين قاموا بتحويل اراضيهم إلي مزارع سمكية من قبل قاموا خلال هذه الفترة بإعادة أراضيهم‏(‏ مزارعهم‏)‏ إلي أراض زراعية مرة أخري دون إجبار من أي جهة من الجهات مشيرا إلي ان ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج من تقاو واسمدة ومبيدات وغيرها في مقابل انخفاض اسعار المحاصيل الزراعية في السنوات الماضية هو الذي جعل كثيرين يقومون بتحويل أراضيهم إلي مزارع سمكية بعد ان تم تحرير الأسعار وارتفاع سعر الأرز ليصل إلي‏2100‏ جنيه للطن في موسم الحصاد وكذلك محصول القطن ليصل إلي‏1200‏ جنيه للقنطار وبعد اعلان وزير التضامن الاجتماعي مؤخرا ان سعر أردب القمح سيكون‏380‏ جنيها وبعد توفير تقاوي مصر‏1‏ و‏2‏ والشبح وغيرها وتجربة الأرز البسمتي لأول مرة في المحافظة وظهور تقاوي الأرز التي لاتحتاج لمياه ري كثيرة كل هذا ساعد علي العودة إلي الزراعة النباتية مرة أخري‏.‏
واضاف محمد موسي مزارع أن أحدا لم يجبره علي إعادة أرضه إلي زراعية ولكنه بعد ارتفاع اسعار المحاصيل الزراعية هذا العام وجد أن العائد المادي من الزراعة افضل كثيرا من العائد المادي للمزارع السمكية خاصة بعد ارتفاع سعر طن علف الاسماك إلي‏4500‏ جنيه مع انعدام نسبة البروتين وهو مايفقد اللحوم السمكية الكثير من قيمتها الغذائية في الوقت الذي انخفضت فيه اسعار الأسماك ليصل سعر كيلو البلطي بنظام الجملة إلي‏6‏ جنيهات للمتوسط و‏8‏ جنيهات للحجم الكبير وبالتالي فإن العائد المادي من المزارع السمكية أصبح ضئيلا بالمقارنة بالأراضي الزراعية بالاضافة إلي تحمل الكثير من الغرامات والقضايا في حالة المخالفة بالنسبة للمزارع السمكية‏.‏
وأضاف الدكتور حاتم أبو عالية بمركز البحوث الزراعية بسخا أن من أهم الأسباب التي أسهمت في عزوف الشباب عن المزارع السمكية قيام الحكومة برفع أيديها وتخفيف الحصار الذي كان مفروضا علي مزارعي الأسماك في سيناء وشرق العوينات وسهل الطينة وأراضي محافظة الشرقية وغيرها وبالتالي لجأ كثير من المزارعين بمحافظة كفر الشيخ إلي هذه الأراضي للاستفادة من انخفاض سعر ايجار الأرض بهذه المحافظات الجديدة ليصل الي‏1000‏ جنيه للفدان في حين أن نظيره في محافظة كفر الشيخ قد تجاوز الخمسة آلاف جنيه وفي نفس الوقت فإن الشاب أو الفلاح سوف يستفيد بالزراعات النباتية في أرضه الأصلية بكفر الشيخ‏.‏ بينما يؤكد محمود السيد متولي أحد شباب المزارعين ان هناك مشكلة في الزراعات النباتية في مناطق كثيرة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في هذه الأراضي لأن المصدر الرئيسي للري بها مياه مخلوطة وليست عذبة ولأن هذه المساحات تقع في نهايات الترع بالمحافظة وليس لها مصادر ري أخري طبيعية سوي مصارف أبو رية وكوم التين في قطاع عزب المنصور وكوتشنر في الحامول ومصارف ناصر والمحيط والأراضي الواقعة في كل هذه المناطق ليس لها مصدر سوي هذه المصارف وهذا يؤثر علي النباتات ويسبب ضررا جسيما علي مستخدمي الانتاج الزراعي من هذه الأراضي علي المدي الطويل وفي نفس الوقت فإن المياه المالحة التي تروي بها هذه الأراضي تساعد علي نمو الأسماك ولا تساعد علي نمو المحاصيل النباتية وهذا يؤدي الي تفكير المزارعين ألف مرة قبل الاقدام علي تحويل أراضيهم إلي أراض زراعية أو بالأحري إعادتها مرة أخري خاصة أن هناك تكاليف أخري يتكبدها العائدون للزراعة ومنها اعادة تفصيل الأرض وانشاء مصارف وتوفير وسائل ري مستديمة وحفر ترع جديدة وهذا يأتي من ضمن اسباب بقاء كثيرين علي المزارع السمكية رغم قناعتهم بالفوائد المادية التي تعود عليهم من الزراعة النباتية في الوقت الحالي‏.‏
ويؤكد الدكتور محمد الجوجري الاستاذ بكلية الزراعة جامعة المنصورة أن الحل الذي يجعل الجميع علي قناعة تامة بالعودة الي الزراعة لتوفير مساحات زراعية شاسعة من ناحية وفي نفس الوقت لا يؤثر تأثيرا كبيرا علي الثروة السمكية هو ضرورة انشاء محطة تحلية مياه عملاقة علي مصرف ناصر تخدم قري معزوز بالرياض وقطاع المنصور بالكامل الذي تبلغ مساحته‏200‏ ألف فدان تقريبا وهي أراض محرومة من المياه العذبة وتعتمد علي المياه المخلوطة من بحري كوتشنر وتيرة العذب بنسبة‏3:1‏ وقد أقر المزارعون بهذه المناطق انهم علي استعداد للمشاركة بالجهد والمال في نفقات انشاء هذه المحطة مهما تكلفت في حالة عدم توافر الامكانات المادية الحكومية في الوقت الراهن موضحا ان ذلك سيوفر ريا عذبا لمساحات كبيرة جدا تقضي علي مشكلة البطالة بالاضافة الي الحد من انتشار الأمراض الوبائية في هذه المناطق والتي أدت إلي إصابة عشرات الآلاف من المواطنين بأمراض الفشل الكلوي وسرطان الكبد وغيرها من الأمراض الفتاكة نتيجة تناول مأكولات مليئة بالسموم وشرب مياه ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق