لا حديث في أوساط الصيادين بكفر الشيخ هذه الأيام إلا عن بحيرة البرلس التي تتعرض لأعمال بلطجة وتعديات غير مسبوقة وتحولت البحيرة من مصدر رزق لأكثر من200 ألف صياد إلي مصدر ثراء للبلطجية والحيتان وأصحاب النفوذ.
وبعد أن كانت مساحتها في التسعينيات من القرن الماضي130 ألف فدان وصلت قبل الثورة إلي85 ألفا ثم تقلصت المساحة بعد الثورة في ظل تعديات البلطجية حتي وصلت إلي70 ألف فدان أي ما يقرب من نصف المساحة قبل ذلك, والمثير في الأمر هو خروج المسئولين بالثروة السمكية والمحافظة بين الحين والآخر بتصريحات نارية تؤكد حل مشاكل البحيرة وازالة التعديات وغيرها من التصريحات بينما الأمر علي أرض الواقع يخالف ذلك حيث يتم البدء في حملة ازالة تستمر ليوم أو يومين أو أسبوع علي أقصي تقدير تقوم بإزالة التعديات في منطقة وتترك باقي المناطق ثم يتوقف كل شيء بعد ذلك فتعود التعديات مرة أخري بصورة أكثر شراسة والدليل علي ذلك هو تقلص مساحة البحيرة بمرور السنين حتي وصلت إلي ما وصلت اليه من فوضي هذه الأيام.. الأهرام المسائي أجري هذا التحقيق مع عدد من الصيادين بقرية برج البرلس التي يسكنها ما يقرب من100 ألف صياد لا يوجد لهم مصدر رزق آخر غير مهنة الصيد ولكنهم للأسف الشديد أصبحوا مثل الغرباء علي البحيرة التي أصبحت مرتعا للبلطجية وأصحاب النفوذ والخارجين عن القانون
يقول عزت محمود السيد صياد أن صغار الصيادين لم يعد لهم مكان في البحيرة هذه الأيام بعد سيطرة البلطجية والحيتان وأصحاب النفوذ علي معظم المساحات المتميزة بها خاصة بعد ثورة25 يناير حيث زادت أعمال البلطجية بصورة لم تكن متوقعة في أصعب الظروف خاصة أن البلطجة يحملون أسلحة نارية وسنجا ومطاوي وغيرها ويستطيعون استخدامها في أي وقت دون خوف في ظل حالة الانفلات الأمني.
أما محمد عبدالرازق الحطاب صياد فيؤكد أن التخريب وأعمال السلب والنهب في البحيرة تحدث عيني عينك وأصبح الجميع يتنافس علي كيفية الخروج بأكبر مكاسب ممكنة خلال هذه الفترة التي اختلط فيها الحابل بالنابل وسادت الفوضي جميع أرجاء البحيرة مشيرا إلي أن أصحاب اللنشات لم يعد الخوف يتملكهم مثلما كان يحدث من قبل عندما كانوا لا ينزلون إلي البحيرة إلا بعد منتصف الليل وهذه الأيام وصل عدد اللنشات في البحيرة إلي أكثر من200 لنش ويقوم أصحابها بصيد الزريعة الصغيرة علنا وبيعها لأصحاب المزارع السمكية مما أدي إلي ضعف انتاج البحيرة بسبب صيد الزريعة وانقراض الأنواع المتميزة من الأسماك التي كان يتكالب عليها التجار بالقاهرة والمحافظات الأخري.
ويشير حجازي صابر محمد صياد إلي أن مياه البحيرة نفسها أصبحت آسنة بسبب اختلاطها يمياه الصرف الصحي القادمة من مصرف كوتشنر ومصرفي11,7 وغيرها خاصة مصرف كوتشينر الذي تساعد مياهه علي نمو الباعوض كما ان المياه الملوثة تتسبب في قتل الأسماك وقد قام المسئولون بالمحافظة بالاتفاق مع احدي الشركات علي تطهير البحيرة من البوص وعلمنا أنه تم تخصيص50 مليون جنيه لهذا الغرض والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل تكفي50 مليون جنيه لتطهير بحيرة مساحتها أكثر من70 ألف فدان لافتا إلي أنه لم يتم تطهير واحد في الألف من مساحة البحيرة رغم أن المشروع بدأ تنفيذه منذ عامين فكيف يتم تطهير باقي المساحة وما هي المدة المطلوبة للقضاء علي البوص في البحيرة موضحا ان المياه العذبة في البحيرة تساعد علي نمو البوص حتي في الأماكن التي تم فيها اقتلاعها من جذوره مطالبا بضرورة ان يفكر المسئولون في تزويد البحيرة بالمياه المالحة من البحر المتوسط وسوف يسهم ذلك في القضاء علي البوص وزيادة الانتاج علي أن يتم التخلص من البلطجية الذين يقومون بصيد الزريعة الصغيرة ويستفيدون من زيادة المشاكل بالبحيرة
ويؤكد علي ابراهيم محمود صياد أن مسئولي الثروة السمكية يساهمون في زيادة مشاكل البحيرة عن طريق قيامهم بتأجير مساحات كبيرة في أطراف البحيرة لأشخاص ليسوا من منطقة برج البرلس بالكامل وهؤلاء يقومون بعمل حوش وسدود حول تلك المساحات ثم يقومون بتجفيف أجزاء أخري من البحيرة واضافتها إلي المساحة المؤجرة في غفلة من المسئولين بالثروة السمكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق