كشفت تقرير علمي صادر من كلية الثروة السمكية بجامعة السويس عن خطورة
زيادة جهد الصيد في خليج السويس نتيجة السماح للنشات السنار بالتحول للصيد
بحرفتي الجر الشانشولا ,وهي الحرف الخاصة بصيد الأسماك التي تعيش بالقرب من
قاع الخليج مثل السوبيا والجمبري والحارث والبر بوني .. والتي يتم صيدها
بطريقة الجر , فضلا عن اسماك الباغه والكاسكومري و والسردين والتي يتم
صيدها بحرفة الشانشولا .
التقرير أكد إن إنتاجية الأسماك بواسطة حرفة الشانشولا انخفض انخفاضا
كبيرا من حوالي 15000 طن عام 2000 إلي حوالي3550 عام2011 بنسبه بلغت 76%
وذلك راجع الي ارتفاع عدد وحدات الصيد العاملة بالخليج بطرق غير قانونية
وتطوير قدرات وحدات الصيد العاملة بالفعل .
وطبقا لدراسات منظمة - الفاو - جاءت التوصيات بأهمية تخفيض وحدات
الصيدلي 50% من الوحدات العاملة بحرفة الشانشولا , و10% من وحدات الصيد
بنظام الجر . وبالتالي فأن دخول وحدات جديدة من لنشات السنار للعمل بهذه
الحرف سوف يؤدي إلي زيادة جهد الصيد بصورة سلبية مما يهدد بتوقف قرابة 30%
من الوحدات المرخص لها بالعمل بحرفة الجر والتي يعمل عليها قرابة 1170 فرد .
التقرير الذي وقعه د. اشرف الدكر -عميد الكلية - ود. علاء الدين الحويط -
عميد كلية تكنولوجيا المصايد التابعة للأكاديمية العربية للنقل البحري -
ود. محمد حمزة حسن - أستاذ مساعد البيئة المائية بالكلية - أوصي بحتمية
الالتزام بتطبيق القانون 124 لسنة 1983 المنظم لقواعد الصيد , والالتزام
بالمواصفات المرخص بها المركب عند التجديد والإحلال من قبل التفتيش البحري
والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية , وإعادة تقييم وضع المصايد السمكية
بالخليج لتحديث خطة الإدارة السمكية به والبحث عن مصادر أخري للصيد خارج
خليج السويس إن أمكن ذلك .
وفي دراسة تفصيلية أعدها د. احمد برانية - أستاذ اقتصاد وتنمية الموارد
السمكية بمعهد التخطيط القومي-قدر فيها حجم الاستثمارات الخاصة بقطاع الصيد
في السويس بقرابة 600 مليون جنيه موزعه علي الحرف الثلاث الجر الشانشولا
والسنار وهي مابين قيمة هذه الوحدات وبين تكلفة عمليات الصيد واجور العمالة
المباشرة والبالغة طبقا للإحصائيات الرسمية 5890 صياد وريس وبحري وعمالة
غير مباشرة تبلغ قرابة 23560 , إي إن مجموع العاملين بقطاع الصيد يصل الي
29450 فرد وهو رقم كبير مهدد بفعل التجاوزات وزيادة الفقد في الإنتاج
والمخزون السمكي الي تحول عدد مكبير منهم إلي حرف أخري .
د. برانية قدر قيمة الإنتاج من مصايد خليج السويس عند مستوي الاستغلال
البيولوجي الأمثل ب 180 مليون جنيه , الا انه باستعراض كمية الأسماك
المصادة طبقا للحصر الرسمي للعام 2011 /2012 تبين وجود فقد في كمية الإنتاج
بحرفة الشانشولا بلغت 11442 طن بقيمة قدرها 57 مليون جنيه , وكمية فقد في
حرفة الجر بلغت 1429 طن قيمتها 27مليون. كما ارتفع عدد مراكب الشانشولا
المتوقفة عن العمل نظرا لعدم الجدوى ألاقتصاديه إلي 28 مركب مرشحه للزيادة
وهذه المراكب يعمل عليها قرابة 1120 صياد يتبعهم قرابة 5000 عامل من
الخدمات المعاونة وهؤلاء يعولون جميعا قرابة 125 الف شخص .
وسط هذا كله ورغم الدراسات العلمية الموثقة التي تحذر من استمرار
المخالفات قام محافظ السويس الجديد اللواء العربي السروي بالضغط علي رئيس
هيئة الثروة السمكية من اجل السماح للنشات المخالفة بالعمل دون إي اعتبار
لآراء العلماء وخضوعا للأصوات العالية وعمليات الابتزاز التي يقوم بها بعض
المستفيدين من استمرار المخالفات
وهم للأسف ينتمون لجهات هامه , وهو الضغط الذي استجاب له رئيس الهيئة
د.خالد الحسني بصورة جزئيه ووافق علي السماح لعدد 12 لنش صيد تعمل بحرفة
السنار للعمل بحرفة الجر اعتبارا من أول سبتمبر ولمدة شهر واحد فقط .
والسؤال الاّن هل سوف يتم الالتزام بهذا الاستثناء ولمرة واحدة , أم إن
عمليات الابتزاز والتربح التي يقوم بها البعض من اجل السماح للنشات
المخالفة بالعمل سوف تستمر .. هل سوف تعود الدولة وسيادة القانون , أم ان
احمد زى الحاج احمد , وهل سيلتزم المحافظون الذين جاءوا مع حكومة الببلاوي
لكي يصلحوا مأتم إفساده خلال المرحلة الماضية , أم إن الجميع في خدمة
الفساد ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق