السبت، 17 سبتمبر 2011

تعمير سيناء ..يبدأ من الثروة السمكية



لقد ظلت المشكلة في تنمية الأنشطة البحرية هي إشكالية الحفاظ على الثروة القومية من الشعاب المرجانية بالمنطقة من الآثار التي تنتج عن الصيد الجائر. ونحن في رؤيتنا لمشروع تنمية سيناء نرى أن الحل ليس حظر الصيد والأنشطة البحرية، لما يعنيه من ضرر هائل بالصيادين وبالصناعات البحرية في وقت ننشد فيه تنميتها. بل الحل الأمثل يكمن في دعم حرف بحرية أخرى غير ضارة بالبيئة ويمكن أن تستوعب أيضا جانب كبير من الصيادين الحاليين. ومنها نشاط صيد الأسماك للهواة، والذي يتم على مراكب نزهة في رحلات ليوم أو اثنين ويديرها صيادون قدامى استنادا إلى خبراتهم بالبحر. وهو نشاط يمكن بتنميته تقديم أفضل حماية للبيئة البحرية الفريدة في هذه المنطقة إضافة لكونه مصدر دخل هائل للعاملين في هذا المجال من أهل سيناء. فمعلوم أن صيد الهواة بالصنار هو من البساطة بحيث يكاد لا يؤثر على التوازن البيئي وعلى الثروة القومية من الشعاب المرجانية مقارنة بالصيد التجاري الذي يدمر تلك البيئة النادرة والذي تستخدم فيه الشباك الضخمة أو الشراك التي يضم الواحد منها ألفي سنارة على الأقل. وعليه فالمشروع المقترح هو أن نجتذب الصيادين الحاليين بالمنطقة لتعديل مراكبهم لتصبح مراكب نزهة. وهو ما يتم على التوازي مع اتخاذ خطوات عملية لتشجيع سياحة صيد الهواة.إن أي صياد سمك بالمنطقة يتمنى بل يحلم أن يحول نشاطه من الصيد ليعمل في مجال النزهة. نظرا لضخامة عائداتها وقلة أعباءها مقارنة بالصيد. والأهم هو أنه بدعم سياحة صيد الهواة الداخلية فسينشأ حولها عشرات الأنشطة المعاونة كالفنادق ومحلات بيع أدوات الصيد ومصانع الثلج وغيرها مما يعني في النهاية المزيد من مصادر الدخل ومن فرص العمل. وللعلم فهناك أكثر من مائة مركب يعمل بالفعل في هذا المجال أغلبهم لصيادين سابقين. والمطلوب هو التنمية وإزالة العوائق وليس تأسيس هذا النشاط.

وفي المقابل فلا يعني تحويل نشاط الصيادين الحاليين حفاظا على البيئة وتنمية لدخولهم من الصيد إلى السياحة البحرية، لا يعني حرمان مصر وسيناء من الثروة السمكية التي يمكن الحصول عليها من البحر الأحمر. بل مشروعنا يرمي إلى مضاعفة المحصول السمكي وعدد العاملين في المجال ولكن بطريقة تحفظ الثروة البيئية عن طريق تعديل في نظام صيد الأسماك نفسه. ووسيلة تحقيق ذلك هي أسلوب الاستزراع السمكي الساحلي. فإذا كانت المزارع السمكية بالوادي والدلتا تحتاج لأراضي ومصادر مياه ووسائل لتجديد المياه وغيرها مما يتكلف مبالغ هائلة. فأن شواطئ البحر الأحمر على الخليجين توفر بتكويناتها الطبيعية وخلجانها فرصة فريدة للاستزراع السمكي غير المكلف والفعال. والذي يمكن أن يقدم أيضا أفضل تشكيلة أسماك ربما على مستوى العالم أجمع وتبحث عنها أفخم الفنادق والمطاعم. وتنفيذ ذلك يكون عن طريق أقفاص مساحتها 11 متر في 7 متر توضع داخل مياه البحر وبأقل وأبسط تكاليف التشغيل تعمل طيلة العام بل ويمكن عن طريق فتحات معينة جعلها تستقدم أسماك البحر بجانب ما يوضع بها من ذريعة. إن كل ما نحتاجه لتنمية هذا النشاط هو توفير فرع دائم لبحوث الثروة السمكية يوفر التدريب والزريعة إضافة إلى قروض صغيرة لتمويل الراغبين في ارتياد هذا النشاط الذي يعد بحق منجم ذهب. وبعدها قد نحصل على مصدر هائل لزيادة الثروة السمكية لمصر كلها ونفتح الباب لتشغيل آلاف السيناوية في إطار مهني مناسب وبعائد مجزي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق