وظهرت مافيا من نوع جديد في العديد من المجالات كان أغربها مافيا شراء العجين من مخابز كفر الشيخ المصنوع من الدقيق المدعم الذي يكلف الدولة ملايين الجنيهات بصفة يومية لضمان الحفاظ علي سعر رغيف الخبز المدعم بسعر5 قروش للرغيف الواحد.
الا أن أصحاب المخابز من معدومي الضمير أقدموا علي بيع العجين بعد عجنه الي مافيا تقوم بشراء هذا العجين وتجميعه لبيعه لأصحاب المزارع السمكية الخاصة المنتشرة بمراكز الرياض والحامول وسيدي سالم لاستخدامه كعلف للأسماك بعد خلطه بكناسة الدقيق الذي يتم بيعه من المخابز وهو يعتبر غذاء رخيص الثمن للأسماك بدلا من العلف غالي الثمن الذي وصل الطن منه إلي 3400 جنيه.
وتقوم مافيا شراء العجين بالمرور علي المخابز الذي تتعامل معها ليلا وشراء العجين منهم بعد عجنه أمام مفتشي التموين وبيعه بعد ذلك لأعضاء المافيا بدلا من خبزه وإعداد الخبز البلدي المدعم منه وكذلك بيع كميات من الدقيق المدعم الذي يتم تهريبه من المخابز علي أنه كناسة الدقيق وبيعه لأعضاء المافيا حيث يتم بيع هذا الدقيق في السوق بأسعار مرتفعة لإستخدامه في إنتاج الخبز السياحي غالي الثمن بعد نخله وبيع الكناسة مع العجين لأصحاب مزارع الأسماك لإستخدامها كعلف للأسماك بهذه المزارع, في ظل غياب الرقابة والمتابعة والإشراف علي هذه المخابز من مفتشي التموين بالعديد من المراكز, ويؤدي ذلك الي تحقيق مكاسب كبيرة لأصحاب المخابز وأعضاء المافيا علي حساب المواطن البسيط والدعم الذي تقدمه الدولة لإنتاج الخبز المدعم. وقد كشف المحضر رقم19891 جنح مركز دسوق عن واحدة من هذه الجرائم التي إنتشرت بالعديد من المدن والقري لبيع الدقيق والعجين المدعم حيث تم ضبط سيارة نقل كانت محملة بـ 10 أجولة من العجين ومثلها من الدقيق المدعم وكذلك 27 جوالا من كناسة الدقيق وإعترف السائق بأنه قام بشراء هذه الكمية من الدقيق والعجين وكناسة الدقيق من أحد المخابز بمدينة دسوق وكانت في طريقها الي إحدي مزارع الأسماك بمركز سيدي سالم لاستخدامها كعلف للأسماك هناك وتم التحفظ علي كمية الدقيق والعجين والسيارة وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق.
كما تبين وجود أحد المخابز بمنطقة سخا والحمراوي بكفر الشيخ كان يقوم ببيع الدقيق المدعم والعجين لأعضاء هذه المافيا.
وقد أدي ذلك إلي غلق المخابز علي مستوي المدن والقري باستثناء عدد قليل منها خلال عطلة عيد الفطر المبارك مما أسفر عن نقص شديد في كميات الخبز المعروضة بالأسواق وفشل العديد من المواطنين في الحصول علي رغيف الخبز علي مدي اجازة العيد وإضطر الجميع الي شراء الخبز الفينو والأفرنجي بسعر 50 قرشا للرغيف الواحد.
وأكد العديد من المواطنين من أبناء المحافظة أن انتشار مافيا الاتجار وبيع العجين سيؤدي إلي العديد من المشاكل والنقص الشديد في كميات الخبز المدعم المنتجة من المخابز علي مستوي المحافظة ونحن مقبلون علي عام دراسي جديد وتحتاج كل أسرة الي أكثر من 20 رغيفا بصفة يومية بخلاف الخبز الفينو المخصص لعمل السندوتشات لأطفال المدارس والأمر يحتاج إلي سرعة تحرك المسئولين بالمحافظة ومديرية التموين ومباحث التموين لوقف هذه الظاهرة الخطيرة التي تحقق الثراء السريع للمشاركين فيها وأكثر, مع ضرورة إلزام جميع المخابز بأنتاج الحصة المخصصة لكل مخبز طبقا لحصته من الدقيق المدعم تحت إشراف عامل من مفتش التموين مع ضرورة تغليظ العقوبات المقررة لبيع الدقيق أو العجين في السوق السوداء وفرض رقابة شديدة علي المخابز ومزارع الدواجن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق