
مشهد نفوق هذه الكميات الهائلة من البروتين الرخيص( الأسماك) أطاح بالعقول بعد التأكد من أن هذه الخسائر هي نتاج خطأ مسئول في غياب الرقابة ومسئولين آخرين.
مأساة أكثر من100 خريج بمنطقة ليسا الجمالية بمحافظة الدقهلية يجسد بداياتها محمد عبدالمجيد رئيس الجمعية المصرية لتنمية وتطوير بحيرة المنزلة الذي عاش انطلاق لحظة الميلاد للمشروع عام1995 بقرض من الصندوق الاجتماعي للتنمية بقيمة20 ألف جنيه لكل خريج من أجل عمل قفص سمكي لتربية أسماك البلطي, وبعد مواجهة العديد من المشكلات والعقبات أمام مشروع الخريجين قاموا عام2005 بتغيير النشاط إلي استزراع أسماك المبروك بعد تعلم ودراسة هذه التجربة بالتعاون مع أساتذة كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية, وبالتالي أصبح هناك100 خريج يمتلكون نحو620 قفصا سمكيا بالإضافة إلي تربية المواشي بجانب المشروع, خاصة العجول والمواشي للاستفادة والتغذية من البوص المتوافر بالبحيرة, تحقيقا لمعادلة تنمية الثروة الحيوانية والداجنة, وكانت الأمور تسير سيرا طبيعيا.
وفجأة حدثت المأساة التي زادت من صراخ وألم إبراهيم السيد أبوشامة( أمين صندوق) الجمعية وأحد شباب الخريجين الذين سددوا ودفعوا أموالا طائلة لإنجاح وخدمة هذا المشروع عندما وجدوا حلم العمر يتبخر, وبدء انسداد المجري المائي المنفذ به المشروع بكميات كبيرة من ورد النيل, وكل ذلك نتيجة قيام أحد مسئولي شرطة المسطحات المائية بليسا بالجمالية.. أي نفس منظقة المشروع, بعملية تطهير خاطئة باستخدام حفارات عملاقة تابعة لمنطقة الدقهلية بالمطرية و بدأوا عملهم غير العلمي دون وجود مندوب متخصص في عمليات التطهير من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية, مما أدي في الحال إلي فقدان حاد للأكسجين الذائب بالماء فترتب عليه اختناق الأسماك في الحال, مما أدي إلي حدوث نفوق جماعي للأسماك ذات الأحجام التسويقية التي كانت تتطلب أكسجينا عاليا بالمياه. ويبدو أن كثرة صراخ أعداد كبيرة من الخريجين دفعت هيئة بحوث تنمية الثروة السمكية إلي إجراء التحليلات والدراسات العاجلة, وقياس نسب الأكسجين لتؤكد صحة وقوع الكارثة ونفوق الأسماك ليدفع أصحاب المشروع الثمن خسائر وديونا هائلة, وتضيع المسئولية بين المسطحات المائية وتقاعس هيئة الثروة السمكية الذين سمحوا لمسئولي المسطحات المائية بتخريب المشروع دون وعي ودراسة, فمن يعوض هؤلاء؟ ومن يسارع بتحقيق المساندة ومد يد العون من جديد لإنقاذ المشروع حتي تدب فيه الحياة من جديد؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق