الاثنين، 27 سبتمبر 2010

‏2400‏ طن من الأسماك نفقت‏ بالمنزلة



قصص مأساوية‏,‏ وصرخات مدوية يطلقها شباب الخريجين لمشروع الاستزراع السمكي بالأقفاص العائمة ببحيرة المنزلة‏,‏ أكثر من‏2400‏ طن من الأسماك ماتت وضاع جهد أشهر طويلة في لحظات‏.‏
مشهد نفوق هذه الكميات الهائلة من البروتين الرخيص‏(‏ الأسماك‏)‏ أطاح بالعقول بعد التأكد من أن هذه الخسائر هي نتاج خطأ مسئول في غياب الرقابة ومسئولين آخرين‏.‏
مأساة أكثر من‏100‏ خريج بمنطقة ليسا الجمالية بمحافظة الدقهلية يجسد بداياتها محمد عبدالمجيد رئيس الجمعية المصرية لتنمية وتطوير بحيرة المنزلة الذي عاش انطلاق لحظة الميلاد للمشروع عام‏1995‏ بقرض من الصندوق الاجتماعي للتنمية بقيمة‏20‏ ألف جنيه لكل خريج من أجل عمل قفص سمكي لتربية أسماك البلطي‏,‏ وبعد مواجهة العديد من المشكلات والعقبات أمام مشروع الخريجين قاموا عام‏2005‏ بتغيير النشاط إلي استزراع أسماك المبروك بعد تعلم ودراسة هذه التجربة بالتعاون مع أساتذة كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية‏,‏ وبالتالي أصبح هناك‏100‏ خريج يمتلكون نحو‏620‏ قفصا سمكيا بالإضافة إلي تربية المواشي بجانب المشروع‏,‏ خاصة العجول والمواشي للاستفادة والتغذية من البوص المتوافر بالبحيرة‏,‏ تحقيقا لمعادلة تنمية الثروة الحيوانية والداجنة‏,‏ وكانت الأمور تسير سيرا طبيعيا‏.‏
وفجأة حدثت المأساة التي زادت من صراخ وألم إبراهيم السيد أبوشامة‏(‏ أمين صندوق‏)‏ الجمعية وأحد شباب الخريجين الذين سددوا ودفعوا أموالا طائلة لإنجاح وخدمة هذا المشروع عندما وجدوا حلم العمر يتبخر‏,‏ وبدء انسداد المجري المائي المنفذ به المشروع بكميات كبيرة من ورد النيل‏,‏ وكل ذلك نتيجة قيام أحد مسئولي شرطة المسطحات المائية بليسا بالجمالية‏..‏ أي نفس منظقة المشروع‏,‏ بعملية تطهير خاطئة باستخدام حفارات عملاقة تابعة لمنطقة الدقهلية بالمطرية و بدأوا عملهم غير العلمي دون وجود مندوب متخصص في عمليات التطهير من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية‏,‏ مما أدي في الحال إلي فقدان حاد للأكسجين الذائب بالماء فترتب عليه اختناق الأسماك في الحال‏,‏ مما أدي إلي حدوث نفوق جماعي للأسماك ذات الأحجام التسويقية التي كانت تتطلب أكسجينا عاليا بالمياه‏.‏ ويبدو أن كثرة صراخ أعداد كبيرة من الخريجين دفعت هيئة بحوث تنمية الثروة السمكية إلي إجراء التحليلات والدراسات العاجلة‏,‏ وقياس نسب الأكسجين لتؤكد صحة وقوع الكارثة ونفوق الأسماك ليدفع أصحاب المشروع الثمن خسائر وديونا هائلة‏,‏ وتضيع المسئولية بين المسطحات المائية وتقاعس هيئة الثروة السمكية الذين سمحوا لمسئولي المسطحات المائية بتخريب المشروع دون وعي ودراسة‏,‏ فمن يعوض هؤلاء؟ ومن يسارع بتحقيق المساندة ومد يد العون من جديد لإنقاذ المشروع حتي تدب فيه الحياة من جديد؟‏!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق