السبت، 25 سبتمبر 2010

مافيا‮ الزريعة‮ ‬دمروها بـاللانشات‮: بحيرة البرلس‮ .. ‬في‮ ‬غرفة الإنعاش‮!!‬



هل يصدق أحد أن بحيرة البرلس ثاني أكبر البحيرات في مصر والتي تنتج يومياً‮ ‬200‮ ‬طن سمك أصبحت مهددة بالاندثار‮.‬ فبعد أن كانت مصدراً‮ ‬لجميع أنواع السمك بداية من الكابوريا والطوبار والدنيس والقاروص والخشان لم يعد بها سوي أسماك البلطي والبوري فقط،‮ ‬وبعد أن كانت مساحتها‮ ‬160‮ ‬ألف فدان تقلصت إلي‮ ‬100‮ ‬ألف فدان فقط‮.‬ والسبب مافيا الصيد من أصحاب النفوذ الذين يحتكرون صيد الزريعة ـ السمك الصغير ـ ويقومون بتحويله إلي أعلاف للمزارع السمكية،‮ ‬بالإضافة إلي التعديات علي البحيرة وعدم تطهيرها من البوص والهيش مما أدي إلي تقليص مساحتها‮.‬ ومؤخراً‮ ‬أصدر اللواء أحمد زكي عابدين،‮ ‬محافظ كفر الشيخ،‮ ‬قراراً‮ ‬بمنع اللانشات من صيد الزريعة لما يسببه من أضرار جسيمة بالبحيرة،‮ ‬ولكن هل ينجح القرار في التصدي لمافيا الصيد؟‮! ‬أم سينهزم بالضربة القاضية؟ لا شك أن قرار منع اللانشات وصيد الزريعة جاء في الوقت المناسب فالبحيرة تشهد إهمالاً‮ ‬جسيماً‮ ‬وقد أصبح الحزن يخيم علي وجوه الصيادين الذين جلسوا علي الطريق وانتشروا علي أطراف البحيرة يرثون ماضيها وينعون حاضرها استمعنا إليهم بعد أن تشردوا وفقدوا قوتهم اليومي في انتظار من ينقذهم من سطوة المعتدين والمخربين في البحيرة محاولة لنقل أصواتهم للمسئولين لإنقاذها من أيدي الآثمين والمعتدين‮.‬ التعديات علي البحيرة تواجه بحيرة البرلس تعديات لا حصر لها فالبحيرة تقلصت مساحتها من‮ ‬160‮ ‬ألف فدان إلي‮ ‬100‮ ‬ألف فدان منها‮ ‬25‮ ‬ألفن فدان بوص وهيش هذا بجانب التعديات داخل البحيرة،‮ ‬حيث أصبحت مستوطنة لأصحاب النفوذ الذين يقومون بعمل تحويطات علي مساحات كبيرة داخل البحيرة ومن يحاول الصيد بالقرب منها يكون جزاؤه إما القتل أو علقة موت إضافة إلي الصيد المخالف داخل البحيرة عن طريق المراكب الآلية التي تلوث البحيرة والممنوع سيرها،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن قيام محتكري الأراضي بالتعدي علي جزء كبير من المسطح المائي ومنع الصيد الحر فيه،‮ ‬رغم أنها محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء،‮ ‬بالإضافة إلي احتلال البوص لأكثرمن‮ ‬45٪‮ ‬من مساحتها وخاصة من الناحية الشرقية للبحيرة علي الطريق الدولي الساحلي وذلك بسبب نقص المياه المالحة في البحيرة وارتفاع نسبة المياه العذبة وزيادة مصادر التلوث مما أدي إلي انهيار الثروة السمكية بالبحيرة وانعدامها وتشريد عدد كبير من الصيادين بعد أن سيطر أصحاب النفوذ علي مناطق الصيد في البحيرة،‮ ‬وقيامهم بصيد الزريعة الصغيرة بالمخالفة للقانون‮.‬ ويتحدث طاهر حتاتة شيخ الصيادين عن تلك المخالفات فيقول أهم مشكلات البحيرة هي مافيا صيد الزريعة التي انتشرت في البحيرة بشكل كبير،‮ ‬حيث احتلوا الجزر في وسط البحيرة،‮ ‬وغالباً‮ ‬يكون هولاء الأفراد مسلحين استعداداً‮ ‬لأي هجوم أو اعتراض من أحد يحاول الاقتراب منهم،‮ ‬كما أنهم يستخدمون جميع أنواع البلطجة علي الصيادين الغلابة الذين يسعون علي توفير لقمة العيش ولكن عملية صيد الزريعة أدت إلي انتشار تجار الزريعة في البحيرة،‮ ‬حيث يقوم التجار من كبار الصيادين الذين احتلوا البحيرة بعد تنشيف هذه الأسماك الصغيرة وتحويلها إلي أعلاف ويقوم التجار ببيعها إلي أصحاب المزارع السمكية في المناطق المجاورة،‮ ‬حيث يبلغ‮ ‬سعر الطن من هذه الأعلاف ما بين‮ ‬900‮ ‬جنيه و1500‮ ‬جنيه،‮ ‬في حين أنها تأخذ من الصيادين بأسعار رمزية ورخيصة ويحقق التجار من وراء شراء الأسماك الزريعة وبيعها لأصحاب المزارع السمكية الملايين،‮ ‬أضاف‮: ‬نطالب المحافظ والحكومة بحماية البحيرة من هؤلاء البلطجية والتخلص من هذه المافيا الذين استوطنوا البحيرة وقطعوا رزق الصيادين وحماية البحيرة منهم خاصة أن البحيرة محمية طبيعية وجاء قرار المحافظ منذ خمسة أيام بمنع الأوناش من نزول البحيرة في صالح الصيادين والبحيرة وحماية للثروة السمكية حيث إن هذه الأوناش تعتبر مصدر خطورة وتلوث في البحيرة،‮ ‬حيث تغطي محركاتها علي الأسماك الموجودة في البحيرة،‮ ‬إضافة إلي أنها تلوث البحيرة لأنها تعمل بمواد بترولية وهذه الأوناش كان يستفيد منها أصحاب الجزر لأنهم كانوا يصطادون بها الأسماك الزريعة ويصطادون بها الأطنان من الزريعة وينشفونها ويعملونها أعلافاً‮ ‬لمزارع الأسماك وهذا خرب بيوت كثير من الصيادين الذين لا يجدون أي حرفة سوي الصيد‮.‬ تشريد الصيادين أدي قيام أصحاب النفوذ ومافيا الأسماك عن طريق صيد الزريعة في البحيرة إلي تشريد كثير من الصيادين الذين تعتبر البحيرة مصدر رزق وحيداً‮ ‬لهم وخراب بيوتهم وتوقف قوارب ومراكب الصيد التي أصبحت خارج نطاق الخدمة‮.‬ الكثير من الصيادين استغاثوا من صيد الزريعة في البحيرة ووصفوا ذلك بأنه جريمة في حق البحيرة لا تغتفر وأرجعوا ذلك إلي‮ ‬غياب الرقابة علي البحيرة من شرطة المسطحات المائية ومن هيئة الثروة السمكية ووزارتي الري والزراعة وهي الجهات المنوط بها الإشراف علي البحيرة وحمايتها من المعتدين والخارجين علي القانون‮.‬ يقول جمال حتاتة صياد كل شخص من كبار الصيادين فرض نفوذه علي البحيرة ويحاربوننا بشتي الطرق وإذا اقتربنا من مناطق الصيد الخاصة بهم يأخذون منا الغزل وأدوات الصيد وهؤلاء البلطجية احتلوا الجزر في البحيرة وأقاموا بها عششاً‮ ‬كمأوي لهم ويستخدمون طرق صيد مخالفة حيث يستخدمون‮ »‬اللفة‮« ‬وهي عبارة عن لف الغزل وده مخالف للصيد وتتلف الزريعة وهذه الطرق في الصيد لا تترك أخضر ولا يابساً‮ ‬ويستخدمون أيضاً‮ ‬في الصيد‮ »‬التحويطة‮« ‬وشرطة المسطحات المائية‮ ‬غائبة ولا دور لها في الإشراف لأنها لو مرت يوماً‮ ‬بتغيب عشرة وهذه الجزر التي تسيطر عليها مافيا الصيد هي مناطق تجمع الأسماك وقرار منع اللانشات ومراكب اللفافة من الصيد في صالح الصيادين لأنها بتعمل دوامة وتموت الزريعة وهناك أطنان من الأسماك الزريعة الموجودة في البحيرة لإعدامها وجعلها أعلافاً‮ ‬لمزارع الأسماك والصيادين البسطاء‮ ‬غير المستفيدين منها وأدي ذلك إلي وجود تجار المناشر الموجودين في مناطق بر بحري من منطقة مسطورة وحتي ميناء ابرلس ومن الجهة الشرقية حتي منطقة العياش وهذه المناشر لها رائحة كريهة وكثيراً‮ ‬ما تقوم شرطة المسطحات المائية بضبط سيارات تحمل أسماكا متعفنة لمزارع الأسماك والبحيرة ثروة قومية من الأسماك يخرج منها يومياً‮ ‬حوالي‮ ‬200‮ ‬طن سمك‮.‬ ويضيف رمضان أحمد صياد أصحاب الجزر هم المستفيدون من البحيرة رغم أن منسوب المياه بها‮ ‬30‮ ‬سم ولا يتعدي‮ ‬125سم وهناك حوالي‮ ‬1000‮ ‬صياد تشردوا لأن بحيرة البرلس كانت مصدراً‮ ‬مهماً‮ ‬للأسماك وكان بها أنواع كثيرة من الأسماك ولكن إنتاج الأسماك بها تقلص بعد القضاء علي الزريعة واقتصرت علي نوع أو نوعين وهما السمك البلطي والبوري وهناك أنواع أخري من الأسماك اختفت وموجودة بنسب قليلة وهي أسماك القاروص والدنيس والخشان والطوبار والكابوريا والجمبري ويوجد في البحيرة ثلاث فترات من الصيد علي مدار اليوم الفترة الأولي الساعة الخامسة صباحاً‮ ‬والفترة الثانية الساعة الثانية عشرة ظهراً‮ ‬والفترة الثالثة الساعة السادسة مساء وتقوم هيئة الثروة السمكية بضخ‮ ‬60‮ ‬أو‮ ‬70‮ ‬سيارة بالأسماك الزريعة في البحيرة كل ثلاثة شهور ولكن مافيا الزريعة دمرت كل شيء وأنهت تاريخ الصيد بالبحيرة،‮ ‬حتي الأسماك التي يستخرجها الصيادون من البحيرة أحجامها صغيرة ولم يعد في البحيرة أسماك أحجامها كبيرة ونحن نتألم مما يحدث في البحيرة أمام أعيننا‮.‬ تطهير البحيرة ترتب علي الإهمال في البحيرة انتشار البوص والهيش لما يزيد علي‮ ‬45٪‮ ‬من مساحة البحيرة وذلك نتيجة عدم التطهير بصفة مستمرة والاهتمام بها كمحمية طبيعية تحتوي علي حوالي‮ ‬135‮ ‬نوعاً‮ ‬من النباتات البرية والمائية إضافة إلي أنها موطن لكثير من الطيور المهاجرة‮.‬ يقول عبده السيد صياد لو استمر الإهمال في البحيرة علي هذا الحال سوف تجف البحيرة خلال سنوات قليلة ونطالب المحافظ بتطهيرها من الغابات المنتشرة والبوص الموجود في البحيرة ومحاربة مافيا الزريعة الموجودين في البحرية الذين وضعوا أيديهم علي الجزرمن‮ ‬40‮ ‬سنة وأصبح هؤلاء هم الحامين للبحيرة والمتحكمين فيها ومراكبهم تستخدم كميات كبيرة من الزريعة تصل إلي‮ ‬700‮ ‬كيلو و800‮ ‬كيلو يومياً‮ ‬ومنع اللانشات من الصيد قرار صائب من المحافظ لأن هذه اللانشات محركاتها‮ ‬250‮ ‬حصاناً‮ ‬وهذا يقضي علي الزريعة السمكية في البحيرة‮.‬ ويضيف صابر رمضان‮: ‬المراكب والقوارب في البحيرة توقفت عن العمل وأصبح الرواج والسيطرة في سوق الأسماك لأصحاب المزارع السمكية الذي يستحلون ويسخرون كل شيء من البحيرة لصالح مزارعهم علي حساب البسطاء عن الصيادين ونحن كصيادين نطالب هيئة الثروة السمكية والمحافظ بإنقاذ البحيرة من أيدي أصحاب النفوذ والسيطرة علي أقوات الغلابة من الصيادين‮.‬ وأضاف الآن المراكب توقفت وأصبحت خردة‮ ‬غير صالحة للعمل إضافة إلي الغابات والبوص التي انتشرت في البحيرة بصورة مخيفة تعوق عمليات الصيد ونناشد المحافظ الاهتمام ببحيرة البرلس والتصدي للمخالفات التي تحدث فيها‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق