الأربعاء، 11 مايو 2011

فتش عن التلوث والصيد الجائر وانقراض بعض الأصناف..أزمة الأسماك في الأسواق.. عرض مستمر

أثار ارتفاع أسعار الأسماك في مصر خلال السنوات الماضية استياء ودهشة المستهلكين بسبب وجود العديد من المصادر الطبيعية مثل البحرين الأبيض والأحمر بالاضافة إلي خمس بحيرات ووجود مصادر صناعية مثل المزارع السمكية ورغم ذلك فالأسعار ترتفع بشكل جنوني وغير طبيعي كل عام ولكن المثير للدهشة بالفعل هو أن نحو 70% من الأسماك الموجودة في الأسواق المصرية مستوردة وذلك بسبب تراجع الانتاج المحلي نتيجة العديد من الأسباب، بالاضافة إلي اختفاء بعض الأنواع من الأسماك المصرية التي تواجدت منذ سنوات طويلة بسبب تعرضها للانقراض مثل أسماك الملوحة والوقار والقاروص والدنيس وغيرها من الأنواع الأخري.
وعلي الرغم من أن أسعار الأسماك ارتفعت خلال الفترة الماضية وتحديد العامين الماضيين بنحو 25%، إلا أن المسئولين يتوقعون مزيدا من الارتفاع في أسعارها خلال الفترة المقبلة وذلك نتيجة الاقبال علي موسم ايقاف الصيد فضلا عن اهمال وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية للانتاج في مصر وانفصالهما عن واقع الصيادين ومشاكلهم.
وحول أسباب تراجع الانتاج السمكي المصري وارتفاع الأسعار واختفاء بعض العائلات السمكية المصرية وانقراضها "الأسبوعي" استطلع آراء بعض الخبراء للوقوف علي حقيقة المشكلة.
محمد حليم - عضو الغرفة التجارية - شعبة الأسماك- يؤكد ان هناك أنواع من الأسماك المصرية بدأت تنقرض بالفعل مثل سمك الوقار والقاروص وغيرها والتي أصبحت موجودة بكميات تكاد تكون معدومة وما يتم اصطياده منها يتم تصديره للخارج لأن أسعار في التصدير تكون عالية.
ويشير إلي أن أسعار الأسماك في مصر ارتفعت بنسبة 25% بالاضافة إلي أن قرب موسم ايقاف الصيد في مصر أن سيرفع الأسعار بشكل أكبر.
أسباب الانهيار
وحول أسباب انهيار الانتاج المصري من الثروة السمكية يقول إن هناك أكثر من سبب علي رأسها الطرق الخاطئة في الصيد حيث تستعمل الشباك الضيقة مما يؤدي إلي صيد الأسماك الصغيرة كذلك يقوم بعض الصيادين في السويس بانتهاك فترة الراحة التي تبدأ من منتصف مايو الحالي وتستمر حتي سبتمبر ويمارسون عمليات الصيد لأمهات الأسماك وبالتالي عندما يحل موسم الصيد تتراجع نسبة الأسماك الموجودة بشكل كبير.
إلي جانب والكلام لحليم تهميش صناعة صيد الأسماك في مصر حيث إن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصيد في مصر معدومة وهذا يرجع إلي عدم اهتمام المسئولين من هيئة الثروة السمكية بوزارة الزراعة بالثروة السمكية المصرية بجميع جوانبها فالمسئولون يتوجب عليهم النزول إلي خليج السويس وفرض عقوبات علي المخالفين لقوانين الصيد حتي لا نعاني من كارثة خلال الفترة المقبلة.
ومن الأسباب أيضا كما يقول حليم الاتجاه إلي استيراد الأسماك المجمدة من الخارج والتي تتميز بانخفاض أسعارها وكذلك جودتها فيكون الاقبال عليها أكبر بدلا من الاهتمام بالانتاج الداخلي. وأضاف حليم ان انتاج مصر من الثروة السمكية تراجع بمقدار 50% حيث يقل الانتاج كل عام عن العام الذي يسبقه، مشيرا إلي أن الانتاج السمكي من خليج السويس هذا العام يكاد يكون معدوما.
وحول الآثار السلبية لسد الألفية الذي قررت اثيوبيا بناءه علي مصر أشار محمد حليم إلي أن اثيوبيا ستقوم ببناء 6 سدود بمساعدة من الخبرة الايطالية وهذا من شأنه أن يقلل حصة مصر من مياه النيل لأنه سيتم حجز كميات كبيرة من المياه خلف هذه السدود وهو بالقطع ما سيؤثر علي مصر زراعيا وعلي الانتاج السمكي المصري مشيرا إلي أنه من المحتمل أن نكون مقبلين علي حرب مياه في المنطقة.
ويؤكد مليم أن كارثة المفاعل النووي الياباني فوكوشيما التي حدثت خلال مارس الماضي قد ألقت بظلالها علي سوق الأسماك المصري وذلك نتيجة لاستيراد مصر كميات كبيرة من أسماك الماكريل من اليابان ويتوقع ان يتوقف الاستيراد من اليابان لحوالي عشر سنوات قادمة حيث حظر الأطباء من تأثير هذه الكارثة النووية علي صحة الانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق