طبقا لأوتم أوزكوسكي الباحثة بجامهة رود آيلاند، 60 إلى 100% من الثروة السمكية المنتجة حاليا تغذت على الأسمدة ومياه الصرف الصحي. وقد نُشر هذا البحث في مجلة دعاوى الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.
أوضحت أوزكوسكي أن التوسع الذي حدث في الثروة السمكية في مصر سبقه إنهيار أعداد السمك بسبب الإنتهاء من بناء السد العالي بأسوان عام 1965. تاريخيا، كان النيل يفيض على أرض الدلتا كل خريف ليروي الأراضي الزراعية القريبة ثم تتدفق مياه الفيضان عائدة إلى البحر المتوسط حاملة معها مواد غذائية تدعم بها جزء كبير من الثروة السمكية في هذه المنطقة، ولكن بعد بناء السد توقف الفيضان وإنهارت الثروة السمكية.
تقول أوزكوسكي، “في ذلك الوقت كان إستهلاك الأسمدة في إزدياد مطرد حيث أصبح يسمد المصريون أرضهم ويسمدون معها البحر. كما تزامن ذلك أيضا مع الإرتفاع في عدد السكان والتوسع في شبكة المياه والصرف الصحي.
كنتيجة لذلك زادت معدلات السمك في المياه الساحلية للبحر المتوسط أكثر من ثلاثة أضعاف ما قبل بناء السد العالي. وعلى الرغم من أن المجهودات التي بذلت في السنوات الماضية لزيادة هذه الثروة لعبت دورا هاما في التعافي من الأزمة إلا أن إكتشاف أوزكوسكي يشير إلى أن مصادر المغذيات الصناعية أصبحت أكثر من بديلة للتخصيب الذي كان يحمله الفيضان التاريخي.
طرحت هذه النتيجة بعض التساؤلات بين العديد من العلماء حول قيمة المغذيات الصناعية في النظام البيئي.
قالت أوزكوسكي، “نحن في الغرب مبرمجون على فكرة أن إثراء الأنظمة الساحلية بالمغذيات هو شئ سيئ. هنا في رود آيلاند ننفق ملايين الدولارات لتحسين النباتات التي تعيش على مياه الصرف الصحي للتقليل من المغذيات التي تُصرف في النهاية في خليج ناراجانست. وهذا الموضوع كان في غاية الخطورة بخليج تشيسابيك وخليج المكسيك حيث إنهمرت الأسمدة من مزارع القمح لتُصرف في نهر الميسسيبي مما أدى إلى خلق منطقة ميتة في الخليج. ولكن المصريون لا يرون أن الصرف الصحي أو الأسمدة شئ سيئ، بالنسبة لهم هو ينتج أطنان الأسماك ويغذي ملايين من الجائعين، مما يجبرنا على إعادة النظر في ما إذا كان الصرف الذي يحتوى على معدلات مرتفعة من المغذيات هو دائما شئ سيئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق