الخميس، 29 سبتمبر 2011

من يستطيع القضاء على السموم فى كفر الشيخ ؟



من المتصور أن يهمل المسئولون مشكلة مصرف صغير باحدي القري النائية لكن من غير المعقول أن تظل مشكلة مصرف كبير يمتد عبر عدة محافظات ويصل طوله إلي‏85‏ كليومترا

قائمة تخرج لسانها في تحد سافر للمسئولين وهي مشكلة مصرف كوتشنر بمحافظة كفر الشيخ والذي يمتد من آخر حدود محافظة الغربية جنوبا إلي محافظة كفرالشيخ شمالا وتلقي به‏15‏ منشأة صناعية سمومها القاتلة ليل نهار بالرغم من تناول مشكلة المصرف المزمنة عدة مرات من قبل إلا أنه يبدو أن المشكلة تدخل النفق المظلم‏.‏ وبالرغم من وجود‏12‏ منشأة صناعية من محافظة الغربية تلقي بسمومها في المصرف وثلاثة مصانع فقط من كفر الشيخ إلا أن الضرر الأكبر يقع علي أهالي كفرالشيخ لمرور المصرف في أرضها وهو ما أدي إلي انتشار أمراض الفشل الكلوي وسرطان الكبد‏.‏ والغريب في الأمر أنه لا يمكن الاستغناء عن مصرف كوتشنر لاستخدامه في تعويض نقص مياه الري اللازمة لاراضي المحافظة‏.‏
وعن المشكلة يقول الدكتور صلاح عبدالوهاب استاذ الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية الحاصل علي الدكتوراه في مدي تأثير هذا المصرف علي الصحة العامة ان مصرف كوتشنر يحتوي علي العديد من المواد السامة نتيجة صرف مخلفات المصانع فيه مثل الرصاص والنحاس والكادميوم والكوبالت والنيكل والماغنسيوم والزرنيخ وغيرها وكلها مواد سامة لا يمكن التخلص منها بالغلي أو حتي عن طريق محطات مياه الشرب والخطير أن هذا المصرف يتم استخدام مياهه الملوثة في عملية خلط مع مياه بحر تيرة بنسبة‏3‏ إلي‏1‏ والنسبة الأكبر هنا من كوتشنر وذلك لري أراضي قطاع المنصور والحامول والرياض وبلطيم وأجزاء من مركز سيدي سالم فتنتقل السموم للنباتات ومنها للإنسان علي المدي الطويل لكن الاخطر من ذلك هو أنه في حالة انخفاض منسوب المياه في بحر تيرة ذي المياه العذبة فإن مياه مصرف كوتشنر تعود إلي بحر تيرة مرة أخري وهنا تكمن الكارثة خاصة ان بحر تيرة هو المصدر الرئيسي لمحطة مياه الشرب العملاقة بالحامول التي تغذي عدة مراكز وبذلك تصبح مياه كوتشنر‏(‏ السامة‏)‏ هي مصدر محطة مياه الشرب بالحامول خلال تلك الفترة فيشرب الناس مياها مصدرها مواد سامة لذا نجد أنه لا يكاد يخلو منزل بكفرالشيخ من الإصابة بأمراض الكبد والكلي‏.‏
ويؤكد الدكتور أحمد عزت استاذ التغذية بكلية الزراعة جامعة المنصورة أن خطورة مصرف كوتشنر لا تتمثل في ري النباتات أو مياه الشرب فحسب بل تمتد إلي الاسماك التي توجد في المصرف منطلقة من بحر تيرة والترع والمصارف المجاورة عند نقطة الالتقاء حيث تتغذي هذه الاسماك علي الاعشاب التي تنمو علي المواد السامة وبالتالي فان تناولها يؤدي إلي الإصابة بمختلف الامراض ناهيك عن قيام سيارات كسح المجاري التابعة للوحدات المحلية المجاورة والأهالي بالصرف في كوتشنر مشيرا إلي أن المصرف تم إنشاؤه اثناء الاحتلال الانجليزي لمصر ولم يكن يعرف وقتها خطورة المواد السامة علي الصحة العامة وربما كان الغرض من إنشائه هو الصرف فقط ولم يكونوا ينوون استخدام مياهه في عمليات الخلط لري الأراضي‏.‏
ويكمل المهندس فايد الشاملي مدير عام البيئة بالمحافظة المأساة بقوله إن‏15%‏ من مياه مصرف كوتشنر يتم القاؤها في بحيرة البرلس برغم أنها محمية طبيعية وتعتبر أكبر ثاني بحيرة علي مستوي الجمهورية بعد بحيرة المنزلة محللا ذلك بأن البحيرة تحتاج إلي كميات اضافية من المياه وان هناك نسبة ضمن الـ‏15%‏ مسموح بها وهو مايؤثر علي الثروة السمكية بالبحيرة‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق