حذر خبراء وأكاديميون من تعرض نحو 80% من أسماك البحر للنفوق، بسبب التلوث البحرى بأشكاله المختلفة، سواء الزراعى أو الصناعى أو المخلفات والنفايات، فضلا عن تسرب البقع الزيتية نتيجة تصادم السفن خاصة فى مواقع المصب لهذه المصادر الملوثة، مؤكدين أن خطورة التلوث الصناعى أكبر بكثير مقارنة بالمصادر الآخرى نتيجة لوجود عناصر ومعادن ثقيلة، والتى تكمن فى هذا النوع من الصرف.
وحذر الدكتور ممدوح فهمى، عميد معهد علوم البحار، من تأثير الملوثات البيئية على الثروة السمكية، خاصة فيما وصفه بـ«أماكن البحار المغلقة» عنها فى «أماكن البحار المفتوحة»، مشيرا إلى أن البيئة البحرية فى المحافظة تتميز بكونها مفتوحة وليست مغلقة بمعنى أن الحياة فيها متجددة بتجدد البحار.
وأوضح فهمى أن الإسكندرية أصبحت خالية من الأماكن المغلقة على الرغم من وجود أماكن شبه مغلقة، لأنها تحتوى على مخرجين أو ثلاثة مخارج على الأقل، على سبيل المثال بحر المكس بمنطقة الدخيلة، مما يعنى أن جميع البحار مفتوحة ومتجددة وتساعد على مقاومة أى ملوثات، مشيراً إلى أن الأسماك النادرة تتعرض للإصابة، لكن بمعدلات أقل مقارنة بغيرها.
وأكد فهمى أن المخاطر يكون تركيزها بشكل أكبر فى المناطق المغلقة، مؤكدا وجود تأثير مباشر على أسماك «الزريعة»، مما يهدد حياتها، خاصة أن نسبة مقاومتها تكون أقل منها فى الأسماك البالغة، وبالتالى قد تؤثر على الثروة السمكية ككل، وقال: «لدينا مخزون سمكى من الزريعة، ونقوم بتقدير هذه الكميات، ونقيس مدى تأثير الصيد عليها من خلال تقارير دولية تعتمد على تقدير كيفية غلقها أو عزلها، حتى لا تتأثر بأى ملوثات».
وقال الدكتور محمد مسعد محرم، أستاذ التلوث البحرى فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، رئيس لجنة البيئة والطاقة فى جميعة رجال الأعمال، أن هناك نحو 4 أشكال من التلوث البحرى اخطرها التلوث الصناعى، لاشتماله على عناصر ومعادن ثقيلة تؤثر على الحياة العامة والبيئة البحرية.
وأضاف «محرم» فى تصريح لـ«إسكندرية اليوم» أن التلوث الصناعى يمثل نحو 40% من حجم التلوث البحرى ككل مقابل 25% من التلوث الزراعى وهو صرف الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى 10% أو 15% تلوثاً ناتجاً عن المخلفات الصلبة والنفايات الخطرة التى تتعلق بالمحطات النووية الخاصة بالمدن الساحلية الواقعة على الطريق الممتد والباقى ناتج عن تسرب البقع الزيتية التى تحدث، بسبب تصادم السفن والمراكب فى البحر بالإضافة إلى التلوث الحرارى الناتج عن محطات توليد القوى الكهربائية لتبريد التوربينات.
وحذر محرم من خطورة حرارة توربينات المحطات الكهربائية، والتى تؤدى إلى نفوق مئات الأطنان من الأسماك، خاصة أن نصف درجة فقط كفيلة بتغيير البيئة البحرية والطبيعية حولها لمسافة لا تقل عن 100 متر، مشيرا إلى أن التلوث البحرى يؤدى إلى نفوق ما لا يقل عن 80% من الأسماك خاصة عند كل نقطة مصب سواء فى المياه الباردة أو الساخنة، لانه كلما تغيرت التيارات البحرية ودرجة الحرارة تغيرت البيئة البحرية نفسها وبالتالى تؤدى إلى نفوق الأسماك.
قال الدكتور حمدى سيف، وكيل كلية الهندسة لشؤون البيئة، إن هناك 3 مصادر للتلوث عبارة عن صرف أدمى وصرف صناعى وصرف زراعى تنتقل عبر المصبات، علاوة على أن أى موقع من مواقع البترول على البحر يكون له تأثير بالغ على الحياة البحرية، وأينما وجدوا ابيدت الحياة المائية سواء كانت أسماكاً أو نباتات.
وأوضح سيف أن الملوثات الحالية يتركز تلوثها داخل الأسماك، خاصة القشريات سواء الجمبرى أو الكابوريا أو غيرها من القشريات ، التى تحمل التلوث فى أنسجتها وأنها تسبب مخاطر على صحة المواطنين وتؤثر عليها تأثيراً سلبياً، فضلاً عن ضعف إنتاجيتها والتى تقل من 100% إلى 10% فقط، وتكون معرضة للموت.
وتابع: «تلوث القشريات بالمعادن الثقيلة، يسبب حدوث أمراض سرطانية عديدة مطالباً بالوقاية قبل وقوع ما وصفه بـ«الكارثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق