تمثِّل الثروةُ السَّمكيَّة رافدًا مهمًّا من روافد سدِّ النَّقص الذي تُعانى منه مصر وتعتبر محافظة السويس من المحافظات الهامة التى تمد مصر بالثروة السمكيه لسد العجز الغذائى فى مصر خاصةً وأنَّ الشواطئ فى السويس تمتد لمساحات شاسعة كما تمتد المزارع السمكية بالمحافظة إلى ورَغمَ كلِّ هذه المزايا الهائلة إلاَّ أنَّ الإنتاجَ السمكيَّ في مازال محدودًاً مقارنةً بإمكانيات المحافظة بسبب تصدير الاسماك أول بأول الى المحافظات القريبة و أصبح عدد كبير من أهالى السويس يعتمد فى غذائه على أسماك المزارع البورى والسهلية والهليلى و القاروص والبلطى لتوفرها بكثرة فى أسواق السويس لتدنى أسعارها بشكل ملحوظ ولكن هذه الأسماك تعاني العديد من المشكلات على رأسها التلوث و للأسف يحدث هذا فى بلد السمك كما يطلق عليها الوافدين وتعتبر الثروة السمكية بالسويس أحد الأنشطة الرئيسية بالمحافظه منذ آلاف السنين فهى اقتصاد وتاريخ وحياة تؤثر فى كل بيت فى السويس ويعمل بها أكثر من 25 ألف مواطن فى مختلف المهن المرتبطة بصيد الأسماك وتتنوع حرفة الصيد ما بين الصيد بالجر و السنارة والشانشولا بالإضافة إلى الفلايك ، وتأتى المزارع السمكية لتدعم الثروة السمكية بالمحافظة حيث يوجد عدد 33 مزرعة مقامة على مساحة 1162 فدان ويبلغ اجمالى انتاج تلك المزارع اكثر من 50 % من انتاج محافظه السويس من حصيله إنتاجاها من الاسماك بالبحار المفتوحه وتعانى الاسماك التى تنتجها هذا المزارع من اشكال مختلفه من التلوث على راسها تلوث مياه قناه السويس من تسربات الزيت وغيرها من تسربات الصرف الصحى والصرف الزراعى حيث يقوم اصحاب المزارع بخلط مياه الصرف الزراعى بمياه البحر من قناه السويس فى المزارع الخاصه بهم وبعض هذه المزارع بمنطقه شندوره بالجناين والذى انشا حديثا اعتمد فى تغذيه الاسماك على مياه الصرف الصحى والصرف الزرعى لتوفير الاعلاف والحصول على اسماك ذات احجام كبيرة فى ايام معدوده حيث يضخ الى اسواق السمك المتشره بالسويس حوالى 500 كجم من هذه الاسماك وفي ظل الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم الحمراء يزداد الاحتياج للأسماك وخاصه الانواع زهيده السعر والتى يتوافد عليها المواطنين لسد احتياجاتهم دون النظر الى الاضرار التى تسببها هذه الاسماك جراء تناولها من امراض مزمنه حيث تشبعت هذه الاسماك بسموم مختلفه نتيجه تربيتها على المياه الملوثة من الصرف الصحى والصرف الزراعى هذ بالاضافه الى حوادث التسرب النفطي والصرف الصحي التي تتعرض لها قناة السويس والتى قد أدت إلى تلوث مياه قناة السويس بما يؤثر على الحياة البحرية بالمجرى الملاحي حيث تظل ترسيبات الملوثات في أماكن التفريخ السمكي يؤدي إلى تدمير السلسلة الغذائية بدءا من النباتات البحرية وحتى الأسماك الكبيرة بما يؤدي إلى قلة الإنتاج السمكي وتعرضت قناة السويس لعددا من حوادث التلوث بسبب التسرب النفطي وغرق بعض الوحدات البحرية التابعة لقناة السويس داخل المجرى الملاحي وكان قد طالب أصحاب المزارع السمكية بمنطقة كبريت بتعويضات تصل إلى نحو 30 مليون جنيه وهي قيمة الأضرار التي تعرضوا لها نتيجة حوادث التسرب كما طالب جهاز شؤون البيئة المصري بتعويضات بلغت قيمتها 10 ملايين و 800 ألف جنيه عن الأضرار البيئية التي حدثت بالبيئية البحرية نتيجة احد الحوادث البحريه بالقناه وفى هذا يقول بكري أبو الحسن نقيب الصيادين بالسويس أن أي تلوث يحدث بالقناة أو البحيرات يؤثر تأثيرا كبيرا على الثروة السمكية بمنطقة التلوث وفى هذا يقول بكرى ابو الحسن شيخ الصيادين بالسويس ان المتضرر الأول في حالة حدوث هذا التلوث يكون هو الصياد لان التسرب النفطي يؤدي إلى القضاء على الأسماك بمنطقة التلوث ويرى المتخصصون في شئون الثروة السمكية بالسويس إن التلوث الذي يحدث بقناة السويس قد أدى إلى انخفاض حجم الإنتاج السمكي في المنطقة نتيجة نفوق وهروب كميات كبيرة من الأسماك حيث أدى استمرار مرور السفن وقت حدوث التلوث إلى انتشار بقعة الزيت بشكل كبير وإن تأثير هذا التلوث كان واضحا في السويس وخاصه فى مناطق الجناين بجوار المزارع السمكيه والثروة السمكيَّة يتهدَّدُها عدد من الأخطار، على رأسها التلوثُ، واتباع وسائل صيد خَطِرة، وعدم الاهتمام بأوضاع الصيَّادين أنفسهم؛ ممَّا يؤثِّر على الإنتاجية، ويُلحق بها أضرارًا صحيَّةً بالغة
ويعود تاريخ المزارع السمكيه بالسويس الى عام 1975 حيث أن الأراضي المقام عليها المزارع السمكية بشندورة كانت عبارة عن أراض تم تجفيفها من البحيرات المرة الصغري منذ عام 1975 لتتحول إلي مزارع سمكية وعلي الرغم من وجود بعض تلك المزارع منذ 30 عاما فإنه لا توجد إلي الآن مزرعة نموذجية وذلك لارتفاع تكلفة الإنتاج والتي يشمل إيجار المزرعة وإعدادها للعمل إذ يعاد ترميم وصيانة الجسور والمراوي ومصارف المزرعة كل موسم حتي تتحمل السنة الجديدة.
واخر ما تردد فى الاسواق بالسويس هو قيام البعض بتوزيع بيانات على المواطنين بسوق الانصارى يطالبوهم بالامتناع عن شراء اسماك المزارع حيث انها تنقض الوضوء وتسبب الامراض الخطيره وتسبب هذا فى قيام تجار الاسماك بطردهم ووصفهم بالدجالين ومنعهم من دخول الاسواق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق